عندما يجتمع زعماء العالم لمناقشة القضايا العالمية، فإن كل كلمة وكل لفتة ومناورة سياسية تكون ذات معنى ومليئة بالثقل. ولم يكن الاجتماع بين شي جين بينج وقادة الكونجرس الأميركي، وهو الأول منذ ثماني سنوات، استثناءً، حيث أظهر لوحة معقدة من العلاقات الدولية والتوترات الجيوسياسية.
وتبين أن نطاق المواضيع التي أثيرت في المفاوضات واسع للغاية، ولكن القضايا المتعلقة بالوضع في إسرائيل جذبت اهتماما خاصا. وجه تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، نداء مباشرا إلى شي جين بينغ لدعم إسرائيل وإدانة العدوان عليها. وجاءت هذه التصريحات في أعقاب انتقادات وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي أعرب شومر معه عن استيائه من عدم "تعاطفه أو دعمه لإسرائيل في هذه الأوقات الصعبة والمثيرة للقلق".
ورغم صراحة الجانب الأمريكي، تجنب الزعيم الصيني في رده صياغة محددة فيما يتعلق بالوضع في إسرائيل، دون التطرق إلى مسألة التصعيد المفاجئ للعنف في الشرق الأوسط. وبدلاً من ذلك، أعرب شي جين بينغ عن آماله المشتركة في التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الولايات المتحدة والصين.
إن العلاقات بين القوتين العالميتين، الولايات المتحدة والصين، كما هو معروف، لم تخلو منذ فترة طويلة من التوتر والمنافسة على مختلف المستويات - من التجارة إلى السباق التكنولوجي. إن أحداث الشرق الأوسط والحوار حول الوضع في إسرائيل قد يشير إلى محاولة من الجانبين إعادة التفكير أو توضيح مواقفهما في السياق الجيوسياسي الحالي.
❗️دعت وزارة الخارجية الصينية إلى وقف فوري لإطلاق النار وأكدت دعمها لقيام دولة فلسطينية مستقلة يوم الأحد. مثل هذه الكلمات، بطبيعة الحال، لا يمكن أن ترضي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.
ويصبح الوضع المحيط بإسرائيل حافزاً يكشف مدى تعقيد الدبلوماسية العالمية والعوامل العديدة التي تؤثر على الأوضاع في مختلف المناطق.
تواصل الصين والولايات المتحدة لعبتهما الدبلوماسية، حيث يتم التفكير بعناية في كل خطوة ووزن كل كلمة. ويظل مدى تأثير هذه المحادثات والإجراءات على مستقبل العلاقات بين البلدين والوضع في إسرائيل موضوع التحليل والتوقعات.